
لم يمضِ على انضمام الأوروغوياني داروين نونيز إلى صفوف نادي الهلال السعودي سوى ثلاثة أشهر، ويبدو أن قصة هذا الانتقال تقترب من نهايتها قبل أن تبدأ فعليًا. الأخبار تتحدث عن رغبة اللاعب في الرحيل، وذلك بعد سلسلة من الأحداث المؤسفة التي بدأت بإصابات متلاحقة، مرورًا بتراجع مستواه، وربما انتهاءً بعدم انسجامه مع منظومة الفريق.
قد يكون من المبكر الحكم على صفقة نونيز بالفشل، ولكن المؤشرات الحالية لا تبشر بالخير. إصابة اللاعب الأخيرة خلال مواجهة الفتح في ربع نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين، فاقمت من وضعه الصعب، وأثارت تساؤلات حول مدى قدرته على تقديم الإضافة المرجوة للفريق. الهلال، المعروف بطموحاته الكبيرة وبحثه الدائم عن النجوم، قد لا يملك رفاهية الانتظار طويلًا.
الرحيل المحتمل لنونيز يطرح العديد من التساؤلات حول أسباب عدم تأقلمه. هل هي مجرد إصابات عطلت مسيرته؟ أم أن هناك عوامل أخرى مثل الضغوط النفسية، أو اختلاف أسلوب اللعب، أو حتى عدم الانسجام مع زملائه في الفريق، ساهمت في هذا الوضع؟ الإجابة على هذه الأسئلة قد تساعد الهلال على تجنب تكرار مثل هذه السيناريوهات في المستقبل.
في رأيي، الهلال بحاجة إلى دراسة متأنية للموقف قبل اتخاذ أي قرار نهائي. قد يكون منح نونيز فرصة أخرى بعد التعافي الكامل من الإصابة، مع توفير الدعم النفسي والمعنوي اللازم، هو الخيار الأفضل. ففي عالم كرة القدم، الكثير من الأمور يمكن أن تتغير بسرعة، وقد ينجح نونيز في قلب الطاولة وإثبات قيمته الحقيقية.
في النهاية، قصة نونيز في الهلال هي تذكير بأن كرة القدم ليست مجرد أرقام وانتقالات باهظة الثمن، بل هي أيضًا حكاية عن التأقلم، والانسجام، والظروف التي قد تعاكس التوقعات. رحيل نونيز المحتمل، بغض النظر عن الأسباب، سيكون خسارة للطرفين، وفرصة ضائعة لبناء قصة نجاح جديدة.
Comments
Post a Comment